الأعمال الفنية واللوحات التأريخية في بناية مؤسسة الجالية الكلدانية - الجانب الغربي
بقلم الدكتور عضيد ميري الجزء الأول
لطالما أثر الفن والعمارة على بعضهما البعض عبر التاريخ، وألهمت الألوان والتصاميم المعمارية الفريدة الفنانين في كافة ارجاء العالم، وظهرت البصمات والتصاميم في اللوحات والمنحوتات إذ يُعد التأثير الهائل للفن دافعًا للإلهام، والإبداع، والابتكار، والإنتاج.
مقدمة
عند زيارة مبنى مؤسسة الجالية الكلدانية الجديدة في مدينة ويست بلومفيلد، ستُستقبلكم لوحات وروائع فنية متنوعة مستوحاة من الفن البابلي، والكنسي، والثقافة، والتاريخ، والتراث. إذ أن جدران المبنى الجديد مزينة برسومات ونماذج، مثل لوحة نبوخذ نصر الثاني، ملك الإمبراطورية البابلية الحديثة، وباني حدائق بابل المعلقة، وهناك حائط الشهداء، والجدول الزمني الحديث للمجتمع الكلداني (2003-2025)، وشجرة نخيل الحياة، وبوابة عشتار الثامنة، ونموذج لبوابة سنحاريب ولوحات القديسين مار افرام السرياني ومار اسحاق في مدخل مكتبة المطران إبراهيم إبراهيم وهناك ايضاً تصميم لجدارية نصب الحرية على حائط البناية الخارجي وغيرها كثير.
ومن اوليات رسالتنا المجتمعية هو تعريف الناس والمجتمع من حولنا على بنايتنا الجديدة وبرامجنا الحالية واستعراض التاريخ المجيد لبلاد ما بين النهرين والكلدان وكذلك مشارعينا المستقبلية ونأمل أن نقدّم لزوارنا نماذج من الأعمال الفنية الفريدة، والمعروضات التاريخية التي تزيّن جدران وممرات مبنى مؤسسة الجالية الكلدانية الجديد في مدينة ويست بلومفيلد.
جنائن بابل المعلقة
تُعتبر جنائن بابل المعلقة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وتُوصف بأنها إنجاز هندسي باهر، إذ تتكون من مدرجات متدرجة مليئة بالأشجار الباسقة والشجيرات المُظللة ونباتات متنوعة أخرى، تُوحي للناظر عن جبل أخضر ينبثق من وسط جفاف الصحراء، وتطلبت الجنائن تقنيات ري متطورة للحفاظ على دوام خضرتها ونضارتها في مناخ بابل الحار والجاف.
يُعتبر الملك نبوخذ نصر الثاني بابل من أعظم ملوك الإمبراطورية البابلية الحديثة وحكم من عام 605 إلى عام 562 قبل الميلاد، ومثّل عهده ذروة قوة بابل، ولا يزال اسمه مرتبطًا بالعظمة والإنجازات لا سيما مشاريع البناء الضخمة مثل اسوار بابل، وبوابة عشتار، وشارع الموكب والاحتفالات وغيرها. وتصور اللوحة البانورامية الموجودة عند المدخل الرئيسي للبناية نموذج لحدائق بابل المعلقة – التي كانت أكبر مدينة في العالم في عصرها - وتقع على بعد حوالي 60 ميلاً جنوب غرب بغداد، بالقرب من مدينة الحلة، في العراق الحالي. وتميّز عهد نبوخذ نصر الثاني بحملات عسكرية ضاربة، بسطت نفوذها على معظم أنحاء الشرق الأدنى.
في حوالي عام 605 قبل الميلاد، تزوج نبوخذ نصر الثاني الأميرة أميتيس ابنة سياخا ريس، ملك الميديين (وكان موقع الإمبراطورية الميدية مجاوراً لجنوب العراق وفي جنوب غرب إيران الحالية) وانتقلت الأميرة من ميديا إلى بابل لتصبح ملكة بابل المتوجّة. وعزز زواجها من نبوخذ نصر الثاني تحالفًا بين الإمبراطوريتين البابلية والميدية وحماية من الإمبراطوريات المعادية والمجاورة.
ويرتبط جزء كبير من التراث الشعبي لأميتيس بأسطورة الحدائق المعلقة، إذ كان لزواجها من نبوخذ نصر أهمية سياسية بالغة وساعد التحالف بين ميديا وبابل على استقرار المنطقة، ومكّن الإمبراطوريتين من تحقيق تحالف عسكري ضد أعدائهما المشتركين، وخاصةً آشور.
ووفقًا للأساطير، يُعتقد أن الملكة أميتيس ألهمت بناء حدائق بابل المعلقة إذ أحبها الملك نبوخذ نصر الثاني حبًا جمًا، وكانت زوجته المفضلة. ووفقًا لقصة شهيرة، اشتاقت الملكة أميتيس إلى وطنها بعد انتقالها الى بابل الشبه صحراوية، وقيل إنها كانت تشعر بالحنين إلى مناظر ميديا الجبلية الخضراء، مما دفع زوجها نبوخذ نصر الثاني إلى إنشاء حدائق رائعة وجنائن خضراء تُحاكي بيئتها غابات وتلال منطقة ميديا الأصلية في بلاد فارس، الأمر الذي أسعد أميتيس بوطنها الجديد أثناء إقامتها في منطقة بلاد ما بين النهرين المسطحة والقاحلة عموماً.
يرتبط إرث أميتيس ارتباطًا وثيقًا بالأساطير المحيطة بها وبالحدائق المعلقة وإن كانت القصة أقرب إلى الأسطورة منها إلى الحقيقة، والأساطير تُذكر انها كملكة جلبت جمالًا وطبيعة خلابة إلى مدينة بابل العظيمة، ويظل زواجها من نبوخذ نصر ذا أهمية تاريخية، إذ لعب دورًا حاسمًا في توحيد سلالتين قويتين، ومن خلال هذا الاتحاد، ساهمت أميتيس في تشكيل المشهد السياسي للشرق الأدنى القديم، مساهمةً في صعود بابل كإمبراطورية مهيمنة خلال عهد زوجها.
بوابة عشتار كانت بوابة عشتار جزء من خطة نبوخذ نصر لتجميل عاصمة إمبراطوريته البابلية خلال النصف الأول من القرن السادس وقام قبل ذلك بترميم معبد مردوخ، وبنى اسوار بابل وواحدة من عجائب الدنيا السبع الشهيرة المتمثلة بالجنائن المعلقة.
وبوابة عشتار كانت تقع عند مدخل بابل وكجزء من أسوار المدينة، ولطالما جذبت الدهشة والإعجاب منذ القرن السادس قبل الميلاد، وكانت البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية وبُنيت حوالي عام 575 قبل الميلاد في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني ومُكرسة للإلهة البابلية عشتار، ومن هنا جاءت التسمية وكانت البوابة والجدران المحيطة تعتبر إحدى عجائب الدنيا السبع الأصلية.
تم بناء البوابة باستخدام الطوب المزجج مع صفوف متناوبة من النقوش البارزة (ثلاثية الأبعاد) للتنانين والثيران والتي ترمز إلى الإلهة مردوخ وأدد وعددها 575 نقش يتزامن مع صدفة تأريخية عجيبة لزمن البناء في عام 575 قبل الميلاد! وزُينت البوابة باللازورد وهو حجر شبه كريم أزرق غامق، استُخدم الحجر وأملاحه الكيميائية (لابس لا زولي) لإنتاج ألوان زرقاء وخضراء زاهية، ويوفر هذا الطوب المزجج الأزرق لمعانًا يشبه بريق الجواهر النفيسة.
وبوابة عشتار ليست سوى جزء صغير من تصميم مدينة بابل القديمة الذي يشمل أيضًا القصر والمعابد والحصن الداخلي والأسوار والحدائق وطريق الموكب والبوابات السبعة الأخرى. وزُينت المدينة الفخمة بأكثر من 15 مليون فرشة (طابوقة) مصنوعة من طين غرين الفرات والطوب المزجج المخبوز في افران طينية ذات درجات حرارة عالية، ووفقًا للتقديرات كان ارتفاع البوابة أكثر من 38 قدمًا (12 مترًا) وكانت البوابة مزدوجة التصميم من الداخل والخارج، وعلى جانبها الجنوبي كانت غرفة انتظار واسعة، ومن خلال البوابة الثامنة كان هناك طريق طويل مرصوف بالحجارة والطوب، والذي تم تتبعه على مسافة تزيد عن نصف ميل يسمى شارع الموكب.
اكتشف علماء الآثار الألمان بوابة عشتار، الرمز الأبرز لعظمة بابل القديمة في عام 1902، وفي مكانها المتوقع تمامًا، إذ كانت تُشير إلى مدخل المدينة عند بداية شارع الموكب، وهو الشارع الرئيسي المُستخدم في احتفالات رأس السنة وبأسوارها بارتفاع ١٢ مترًا، والمغطاة بنقوش من الطوب المزجج، وتُعتبر من أكبر وأروع آثار بابل.
وإن كان هناك أي شك حول بناء البوابة، فقد عُثر على نقش من الحجر الجيري ومخطوطة بيد نبوخذ نصر الثاني يقول فيها: "وضعتُ ثيرانًا برية وتنانين شرسة في البوابات، وزيّنتها بفخامة فاخرة لينظر إليها الناس بدهشة ويعجبوا بمدينة بابل العظيمة"
بعد هذا الاكتشاف التاريخي، نقّب علماء الآثار الألمان بجدية أكثر وقاموا بالتسريع في عمليات الحفر والجمع قدر استطاعتهم، ولكن مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، أُوقف التنقيب، وأعيد بعد أربع سنوات، وانتهاء الصراع الأممي وانهيار الإمبراطورية العثمانية - حليفة ألمانيا في الحرب، والتي حكمت العراق والأراضي التي اكتُشفت فيها البوابة. لكن الألمان كانوا ما زالوا قادرين على التفاوض مع القوات البريطانية المحتلة لنقل بعض آثارهم إلى برلين، بما في ذلك بوابة عشتار التي تم إعادة بناءها في متحف برلين (البيرغامون).
وبسبب القيود الهندسية في الارتفاع والحجم المتاح في متحف البيرغامون فأن ما عُرض في عشرينيات القرن الماضي لم يكن، بوابة عشتار الثامنة بأكملها، ولم تكتمل عملية بناء البوابة كما كانت بحجمها وموقعها الأصلي، فالبوابة الأصلية كانت مزدوجة الأبعاد وضخمة جداً، واحجارها تمثل جزء قليل من ال 130000 قطعة والمعروض الحالي هو الجزء الأمامي الأصغر ومازالت بقايا البوابة المكتشفة محفوظة حاليًا في مخازن المتحف. ومع ذلك، فقد أعاد هذا الجزء إحياء روعة مدينة بابل القديمة وبطريقة لم تحدث منذ آلاف السنين.
وقد استقبلت العديد من المتاحف الشهيرة حول العالم نماذج من بوابة عشتار الأصلية وطريق الموكب الرائع (كما في متاحف لندن وفرنسا وبنسلفانيا ومتحف دي أي أي في ديترويت) وغيرها كثير.
شجرة النخيل البابلية
يعود تاريخ زراعة ووجود وانتشار أشجار النخيل في بلاد الرافدين إلى الحضارات القديمة، إذ تشير الأثريات والنصوص بان أشجار النخيل زُرعت في بلاد ما بين النهرين قبل أكثر من 5000 عام. وتشتهر شجرة النخيل بغزارة منتوجها وبتوفيرها ثمارًا لذيذة وغنية بالفيتامينات والسكريات والطاقة، وتوفر ظلالا من حرقة شمس الصحراء، وموادًا واخشاب والياف تُستخدم في صنع أدوات البناء، ويُنسب إليها غالبًا دورٌ هامٌ في تكاثر واستقرار البشر.
أشجار النخيل هي من الأنواع الشائعة في بابل ووسط وجنوب العراق وكانت وما زالت منذ أقدم السجلات التاريخية للبشرية وتعتبر رمزًا للحياة والازدهار في الشرق الأوسط. زُرعت هذه الأشجار في المنطقة منذ عام 3100 قبل الميلاد على ايادي سكان بلاد ما بين النهرين، ونظرًا لثمارها الحلوة والغنية والقدرة على خزنها لفترات طويلة الأمد، فقد اعتُبرت مقدسة وهبة من الطبيعة وهدية من الهة السماء.
تميزت بساتين النخيل في جنائن بابل وكما هو موضح في الأعمال الفنية، بأشجارها وأزهارها وثمارها وشلالاتها المتدفقة ومدرجاتها الوفيرة بأوراقها الخضراء. وفي بابل، كانت شجرة النخيل تتمتع بأهمية ثقافية ودينية بالغة، ورمزًا للرخاء والجمال، بل وقُدّست إذ هي تُمثل الخصوبة والوفرة، وترتبط بالإلهة عشتار، التي جسّدت الحب والخصوبة والحرب، مما رفع من شأن الشجرة إلى مقام مقدس. كما أوحى ارتباطها بعشتار بصلتها بالإله، مما عزّز أهميتها الثقافية والدينية.
ورغم تجذرها في الثقافة البابلية، انتشرت رمزية النخلة إلى مناطق أخرى حول العالم والحضارات وأصبحت رمزًا للنصر والغلبة في روما القديمة، ورمزًا للسلام والرخاء في اليهودية. وفي العصر الروماني، كان غصن النخلة رمزًا للانتصارات وشجاعة الجنود الأبطال، وكانت سعفه تُهدى للأبطال الحرب، بل وكانت وحدة قياس رومانية قديمة ورمزا للأعياد ومنها عيد الشعانين وخصص الرومان
يوم خاص للاحتفال بعيد أحد الشعانين رغم أنه مناسبةٌ مسيحيةٌ بالأساس للاحتفال بدخول المسيح إلى القدس، وهو عيد يرمز إلى السلام والرخاء في اليهودية والإسلام ايضاً، وذُكر أكثر من 22 مرة في القرآن الكريم، مما يُظهر القدرة على التعايش بين الثقافات الشرق اوسطية.
اللازورد البابلي
تصف النصوص القديمة روعة بابل، التي كانت في عصرها أهم مدينة في العالم واشتهرت باستخدامها النابض بالحياة وللألوان الجميلة، لا سيما في أعمال الطوب المزجج كما في بوابة عشتار. وشملت الألوان السائدة الأزرق والأخضر والأبيض والأسود والأحمر والأصفر، والتي استُخدمت في زخارف الحيوانات والآلهة ذات النقوش البارزة. وبينما برز الأزرق والأبيض والأسود والأصفر، تشير الدلائل إلى استخدام درجات ألوان أخرى مثل الأحمر، وربما حتى درجات من الأرجواني. وقد استُخدمت هذه الألوان في النقوش البارزة والأنماط الزخرفية على المباني والبوابات..
استخدم البابليون الطوب المزجج المصنوع من طين وغرين الفرات، مما سمح بتشكيلة واسعة من الألوان والتصاميم المعقدة. وكان هذا ابتكارًا معماريًا مهمًا، حيث ان المرمر والجرانيت والديورايت وأنواع الاحجار الصلدة نادرة في المنطقة كما ان املاح الكيميائية كاللازورد (لابس لا زولي) لا توجد في تربة العراق وأقرب مكان للأملاح والمركبات في الحجر الجيري توجد في وادي نهر كوكشا في ولاية بدخشان في شمال شرق أفغانستان، حيث تم العمل في رواسب منجم ساري سانغ لأكثر من 6000 عام وكانت أفغانستان مصدر اللازورد لحضارات بلاد ما بين النهرين القديمة، وكذلك الحضارات المصرية واليونانية والرومانية، وحصل البابليون القدماء على هذه المادة من خلال التجارة مع الآريين شرق بلاد الرافدين. والمادة الكيميائية الرئيسية في صبغة اللازورد هو ملح اللازورد، الذي له صيغة كيميائية معقدة. (Na,Ca)₈(AlSiO₄)₆(S,SO₄,Cl)₂.
وأول ما يتعرف عليه الزائر الناظر لبوابة عشتار الضخمة، التي بُنيت عام 575 قبل الميلاد، هي الهندسة الرائعة والألوان البراقة للطوب المطلي بالمينا، وبالألوان الأزرق الكوبالتي والأخضر البحري، والمزينة بنقوش تمثل 575 تنينًا وثورًا. ومن العجيب عندما بدأ علماء الآثار الألمان التنقيب في المدينة عام 1899، بقي قدرٌ مذهل من تلك الروعة التي تعود إلى آلاف السنين - بما في ذلك البوابة مخفيا تحت اكوام من التراب والطين.
أما طريق الموكب المؤدي الى بوابة عشتار فهو ممر مرصوف بالطوب الأحمر والأصفر، كان طوله في البداية أكثر من نصف ميل، وله جدران مزينة على كل جانب، بارتفاع يزيد عن 15 مترًا زُيّنت بأكثر من 120 صورة لأسود وثيران وتنانين وزهور وردة البابونجً، وفرشات مصنوعة من بلاط مطلي بالمينا الأزرق والأصفر والبني. كان هذا الطريق هو الدرب الذي يؤدي إلى معبد مردوخ، الذي كان على شكل زقورة مدرجة بابلية الهندسة. بيعت عدة قطع من طريق الموكب لمتاحف أخرى، ويمكن رؤيتها في 11 متحفًا حول العالم.
زهرة البابونج
زهرة البابونج هي الزهرة الوطنية المقدسة لدى البابليين القدماء في بلاد ما بين النهرين. وهي ترمز إلى الصفاء والنصر وبركة الإلهة عشتار، كما وترمز زهرة البابونج إلى الفرح والإيجابية والسعادة والراحة، والسلام، والاتزان، والهدوء. وفي بعض الثقافات، تُعتبر زهور البابونج رمزًا للحظ السعيد وقد رُسمت من قبل البابليين على جدران الموكب وبوابة عشتار، وكان الملوك يرتدون أساور وخواتم مطرزة تحوي ألوان وتصاميم اشكال زهور البابونج.
يُعتبر البابونج رمزًا للثروة والرخاء والفرح والسعادة لمن يتناوله وسواءً استُخدم لرائحته العطرة أو خصائصه المهدئة أو نكهته المميزة، فإن تاريخ البابونج يمتد عبر ثقافات وقارات عديدة. ففي مصر القديمة، كان يُعتبر البابونج هبةً إلهية. واعتقد المصريون القدماء أنه يُساعد في علاج "الحمى". واستخدم الإسبان البابونج كعامل نكهة في صناعة الشيري، وبين الفراعنة كانت تُقدم قرابين من زهرته لإله الشمس القوي رع كنوع من العبادة؛ وكانت صنادل الملك توت عنخ آمون تُزيّن بصورة الزهرة؛ وكان زيت النبات يُستخدم لدهن الموتى، بمن فيهم جثمان رمسيس الثاني.
استُخدم البابونج في الطقوس والتعاويذ الوثنية لتعزيز الطاقة الإيجابية وتحقيق التوازن العاطفي والروحي. وعلى عكس بعض الأعشاب التي تطرد الطاقة السلبية فحسب، يُعتقد أن زهرة البابونج تُحوّل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية ولا تزال هذه النبتة تُستخدم حتى اليوم وبكثرة لأسباب مماثلة وكنوع من أنواع الشاي الطبيعي الأخضر.
في الجزء الثاني، سنتناول مجموعة أخرى من الأعمال الفنية المتميزة والمعروضة في المبنى الجديد لمؤسسة الجالية الكلدانية الجديد في مدينة ويست بلومفيلد.