إضاءة على الإعلامي كمال يلدو

بقلم‭ ‬د‭ ‬عضيد‭ ‬ميري

‬مقدمة

من‭ ‬منا‭ ‬لم‭ ‬يستمع‭ ‬الى‭ ‬او‭ ‬يشاهد‭ ‬الإعلامي‭ ‬العراقي‭ ‬الأصيل‭ ‬والبغدادي‭ ‬العتيق‭ ‬مُعد‭ ‬ومقدم‭ ‬برنامج‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ (‬كمال‭ ‬يلدو‭)‬؟‭ ‬وقليل‭ ‬منا‭ ‬قد‭ ‬يصادف‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬بغداديا‭ ‬بتجذر‭ ‬وعمق‭ ‬الانتماءات‭ ‬لذكريات‭ ‬وطنه‭ ‬وعاصمته‭ ‬وأهله‭ ‬وصحبه‭ ‬ومحلته‭ ‬مثله،‭ ‬فهو‭ ‬يحمل‭ ‬للعراق‭ ‬محبة‭ ‬قل‭ ‬لها‭ ‬نظير‭ ‬وقناعات‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬التغيير‭ ‬وكأي‭ ‬ذا‭ ‬فكر‭ ‬تقدمي‭ ‬نجدهُ‭ ‬صاحب‭ ‬رأي‭ ‬جدلي‭ ‬مثير‭ ‬يسير‭ ‬به‭ ‬ومعه‭ ‬وجنبه‭.‬

وللذين‭ ‬يعرفونه‭ ‬تماماً،‭ ‬يجدونه‭ ‬باحث‭ ‬دقيق‭ ‬واستقصائي‭ ‬عميق‭ ‬يحاول‭ ‬استخلاص‭ ‬مواضيع‭ ‬قيمة‭ ‬وتقديم‭ ‬ضيوف‭ ‬منسيين‭ ‬في‭ ‬برنامجه‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬ويعمل‭ ‬بمبدأ‭ ‬الحوار‭ ‬وحرية‭ ‬النقاش‭ ‬متفادي‭ ‬فرض‭ ‬رأي‭ ‬واحد،‭ ‬إذ‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الإنصات‭ ‬والتفاهم‭ ‬وخلق‭ ‬مجال‭ ‬للأريحية‭ ‬الفكرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الثقة‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬ضيوفه‭ ‬ومشاهديه‭ ‬فالبرنامج‭ ‬عنده‭ ‬أمانة‭ ‬ومسؤولية‭.‬

وكمال‭ ‬يلدو،‭ ‬إعلامي‭ ‬متمرس،‭ ‬لديه‭ ‬جاذبية‭ ‬العرض‭ ‬وتميّز‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬البحث‭ ‬وجذب‭ ‬الضيوف‭ ‬من‭ ‬عوالم‭ ‬الآدب‭ ‬والثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬والتعليم‭ ‬والسياسة‭ ‬والتراثيات‭ ‬والتأريخ‭ ‬وتقديم‭ ‬فرص‭ ‬عرض‭ ‬واقعية‭ ‬ومشوقة،‭ ‬وهو‭ ‬ملم‭ ‬تماماً‭ ‬بأوضاع‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬ويحاور‭ ‬بذكاء‭ ‬العراقيين‭ ‬المشاهير،‭ ‬ويتناول‭ ‬مواضيع‭ ‬تُجدد‭ ‬وتُكلم‭ ‬وتملأ‭ ‬المتابعين‭ ‬بهجة‭ ‬بصرية‭ ‬تضفي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأبعاد‭ ‬إلى‭ ‬معارف‭ ‬المشاهدين‭ ‬والمتابعين‭. ‬وهو‭ ‬كباحث‭ ‬ومُعد‭ ‬ومُقدم‭ ‬برامج‭ ‬محترف‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬صغيرة‭ ‬او‭ ‬كبيرة‭ ‬عن‭ ‬ضيوفه‭ ‬إلا‭ ‬وقد‭ ‬بحث‭ ‬فيها‭ ‬واحصاها‭ ‬وثبتها‭ ‬وبينها‭ ‬في‭ ‬فقرات‭ ‬برامجه‭. ‬

وليتجلى‭ ‬كإعلامي‭ ‬مشارك‭ ‬قَدمَ‭ ‬وأعد‭ ‬ونشر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مقابلة‭ ‬وتحليل‭ ‬ومقال‭ ‬وكأنه‭ ‬قد‭ ‬بحث‭ ‬في‭ ‬تأريخ‭ ‬كل‭ ‬عراقي‭ ‬أو‭ ‬مهجري‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬أوانه‭ ‬وميدانه‭. ‬وهو‭ ‬يؤمن‭ ‬بالرجوع‭ ‬الى‭ ‬الجذور‭ ‬كأساس‭ ‬للحداثة،‭ ‬وله‭ ‬تصور‭ ‬متكامل‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬ضيوف‭ ‬برامجه‭ ‬من‭ ‬أدواتهم‭ ‬المعرفية‭ ‬لصياغة‭ ‬واقع‭ ‬اجتماعي‭ ‬وقيمي‭ ‬جديد‭ ‬يناسب‭ ‬الثقافات‭ ‬المعاصرة،‭ ‬ويُعين‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬الفكر‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأشياء‭ ‬بصورة‭ ‬جمالية‭ ‬فيتسم‭ ‬جو‭ ‬الحوار‭ ‬بالود‭ ‬والتسامح‭ ‬والاحترام‭ ‬وطرح‭ ‬مفاهيم‭ ‬ومواضيع‭ ‬تُعيد‭ ‬الألفة‭ ‬وتجعل‭ ‬الناس‭ ‬تتشجع‭ ‬وتتذكر‭ ‬وتتكلم‭.‬

الإعلامي‭ ‬المُضيء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬–‭ ‬معلومات‭ ‬عامة

‭   ‬ولد‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬منطقة‭ ‬رأس‭ ‬القرية،‭ ‬أنهى‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬الاعدادية‭ ‬الشرقية‭ ‬وانتسب‭ ‬الى‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬جامعة‭ ‬بغداد‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬وتركها‭ ‬نهاية‭ ‬1978،‭ ‬عندما‭ ‬انطلق‭ ‬به‭ ‬باص‭ ‬“النيرن”‭ ‬مغادرا‭ ‬العراق‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬31‭ ‬كانون‭ ‬ثاني‭ ‬1979‭ ‬الساعة‭ ‬الثانية‭ ‬عشر‭ ‬وربع‭ ‬بعد‭ ‬الظهر‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬حافظ‭ ‬القاضي‭. ‬

تعرض‭ ‬مثل‭ ‬الاف‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والشيوعيين‭ ‬الى‭ ‬سطوة‭ ‬وعُسف‭ ‬نظام‭ ‬البعث‭ ‬الفاشي‭ ‬فاضطر‭ ‬لمغادرة‭ ‬العراق‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬صوب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ومقيم‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬11‭ ‬تموز‭ ‬1979‭. ‬ليستقر‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ميشيغان‭ ‬ويصبح‭ ‬أحد‭ ‬النشطاء‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭.‬

أبرز‭ ‬اهتماماته‭ ‬هو‭ ‬متابعة‭ ‬الوضع‭ ‬العراقي،‭ ‬قراءات‭ ‬ادبية‭ ‬متفرقة‭ ‬واهتمام‭ ‬خاص‭ ‬بتأريخ‭ ‬العراق‭ ‬السياسي‭ ‬ويهوى‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافي‭ ‬والتراث‭ ‬العراقي‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬يعتبره‭ ‬ماءه‭ ‬الذي‭ ‬يرتوي‭ ‬منه،‭ ‬ومازال‭ ‬عنده‭ ‬احلام‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬وضع‭ ‬عراق‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الحريات‭ ‬المدنية‭ ‬والحداثة‭ ‬وينتظر‭ ‬معجزة‭ ‬تزيح‭ ‬سطوة‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬الدينية‭ ‬وهيمنة‭ ‬الطغاة‭ ‬الجدد‭.‬

يعشق‭ ‬التراث‭ ‬والشعر‭ ‬الشعبي‭ ‬والغناء‭ ‬التراثي‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الأبوذية‭ ‬والدارمي‭ ‬والزهيري‭ ‬والجالغي‭ ‬وابن‭ ‬المحلة‭ ‬العتيقة‭ ‬وأصدقاء‭ ‬الدربونة‭ ‬الضيقة،‭ ‬ويطرب‭ ‬لأغاني‭ ‬سليمة‭ ‬باشا‭ ‬وناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬وحضيري‭ ‬أبو‭ ‬عزيز‭ ‬وزهور‭ ‬حسين‭ ‬ولميعة‭ ‬توفيق‭ ‬ووحيدة‭ ‬خليل‭ ‬وعباس‭ ‬جميل‭ ‬ويُنسجم‭ ‬مع‭ ‬بستات‭ ‬عزيز‭ ‬الروح‭ ‬وخيه‭ ‬ونبعة‭ ‬الريحان‭ ‬ودشداشة‭ ‬صبغ‭ ‬النيل‭ ‬وكلما‭ ‬هو‭ ‬جميل‭.‬

يقول‭ ‬“‭ ‬انا‭ ‬اعشـق‭ ‬الشعر‭ ‬العراقي‭ ‬الرصين‭ ‬وأقربهم‭ ‬الى‭ ‬وجداني‭ ‬هو‭ ‬شعر‭ ‬الرائع‭ ‬مظفر‭ ‬النواب‭. ‬معاناتي‭ ‬ألخصها‭ ‬بكلماته‭ (‬احتك‭ ‬بكل‭ ‬الجدران‭ ‬وكأن‭ ‬الغربة‭ ‬يا‭ ‬وطني‭ ‬جرب‭ ‬في‭ ‬جلدي‭)‬،‭ ‬اما‭ ‬احلامه‭ ‬فيختصرها‭ (‬يكَظن‭ ‬وأرد‭ ‬يا‭ ‬ديرتي‭ ‬لحســنج‭ ‬وأموتن‭ ‬اعلى‭ ‬التبن‭ ...‬ايام‭ ‬المزبّن‭ ‬كَضن،‭ ‬تكَظن‭ ‬يا‭ ‬ايام‭ ‬اللف‭).  ‬وقصتي‭ ‬مع‭ ‬العشــق‭ ‬للنواب‭ ‬نقلتها‭ ‬من‭ ‬دفتره‭ (‬ولساع‭ ‬من‭ ‬همسه‭ ‬تجي‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬يخـضـٌرْ‭ ‬الدَمِــع،‭ ‬كل‭ ‬نسمه‭ ‬ترفه‭ ‬من‭ ‬تفك‭ ‬الباب‭ ‬يخنِـكَنـي‭ ‬الدمـِع‭). ‬وشعاري‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ (‬باقون،‭ ‬وأعمـار‭ ‬الطغاة‭ ‬قصار‭)‬”‭. ‬

‭ ‬الموهبة‭ ‬والابتكار‭ ‬أسس‭ ‬الإبداع

الموهوبون‭ ‬والمتفوقون‭ ‬هم‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمجتمعاتهم‭ ‬وهم‭ ‬كنوزها‭ ‬وأثمن‭ ‬مواردها،‭ ‬فعلى‭ ‬عقولهم‭ ‬وابداعاتهم‭ ‬وابتكاراتهم‭ ‬وبرامجهم‭ ‬الفكرية‭ ‬والعملية‭ ‬تنعقد‭ ‬الأمال‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬وحل‭ ‬المعضلات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬مسيرة‭ ‬الحرية‭ ‬الفكرية‭ ‬وارتياد‭ ‬افاق‭ ‬المستقبل‭ ‬وتحديث‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتطويرها‭ ‬وتحقيق‭ ‬تقدمها‭ ‬وبناء‭ ‬معالم‭ ‬حضارتها‭ ‬وتنمية‭ ‬الاستعدادات‭ ‬واستثمار‭ ‬الطاقات‭ ‬المتوقدة‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬التقدم‭ ‬والتغيرات‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬والانطلاق‭ ‬واللحاق‭ ‬بركب‭ ‬التقدم‭ ‬ومجتمع‭ ‬المعرفة‭ ‬والمشاركة‭ ‬بفعالية‭ ‬لبناء‭ ‬الفكر‭ ‬ونشر‭ ‬الثقافة‭ ‬والمستقبل‭ ‬الجماعي‭ ‬للمجتمع‭ ‬والوطن‭. ‬

كثيرون‭ ‬يحملون‭ ‬شهادات‭ ‬جامعية‭ ‬لم‭ ‬يستفيدوا‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬العملية‭ ‬ليتركوها‭ ‬جانبا،‭ ‬وبعضهم‭ ‬طوعها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مجال‭ ‬آخر‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬فيه‭ ‬ليعادل‭ ‬بذلك‭ ‬طرفي‭ ‬المعادلة‭ ‬ويصل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬ترضيه‭. ‬وواحد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬درسوا‭ ‬مجالا‭ ‬وحلقوا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬ولوج‭ ‬عالم‭ ‬اعلامي‭ ‬كبير‭ ‬وحقق‭ ‬الكثير‭ ‬بلا‭ ‬دراسة‭ ‬جامعية‭ ‬كاملة‭.‬

كان‭ ‬هدف‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬في‭ ‬اقتحام‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬نشر‭ ‬المعرفة‭ ‬والتعريف‭ ‬بالمواهب‭ ‬المنسية‭ ‬والمغمورة‭ ‬ونشر‭ ‬الأفكار‭ ‬السائدة‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬ورغم‭ ‬تردده‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحدي‭ ‬الصعوبات‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬هدفه،‭ ‬فَخضّع‭ ‬جينات‭ ‬موهبته‭ ‬وقابلياته‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬ممارسة‭ ‬الإعلام،‭ ‬واجتاز‭ ‬توتره‭ ‬وانتصر‭ ‬عليه‭ ‬ليتخذ‭ ‬قرار‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صعب‭ ‬يسهل‭ ‬فيه‭ ‬الفشل‭ ‬والانتقادات‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬خوض‭ ‬التجربة‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬الكاميرا،‭ ‬كان‭ ‬الإعلام‭ ‬يداعب‭ ‬خياله‭ ‬منذ‭ ‬كان‭ ‬تلميذاً‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬ومع‭ ‬الممارسة‭ ‬تحولت‭ ‬علاقته‭ ‬مع‭ ‬الكاميرا‭ ‬إلى‭ ‬صداقة،‭ ‬والصداقة‭ ‬الى‭ ‬حقيقة‭ ‬ودليل‭ ‬ذلك‭ ‬انتقال‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬التسجيل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬النقل‭ ‬المباشر‭.  ‬ويقول‭ ‬“المفيد‭ ‬ممارسة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مهنة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬فأنا‭ ‬أمارس‭ ‬عملي‭ ‬الوظيفي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬والإعلامي‭ ‬ليلاً،‭ ‬وكل‭ ‬مهنة‭ ‬تضيف‭ ‬للأخرى‭ ‬وتسهل‭ ‬مهمة‭ ‬التعامل‭ ‬معهما”‭.‬

البدايات

يخبرنا‭ ‬عنه‭ ‬الكاتب‭ ‬والإعلامي‭ (‬يوسف‭ ‬أبو‭ ‬الفوز‭) ‬والراحل‭ ‬طلال‭ ‬سامونا‭ ‬بأن‭ ‬بداية‭ ‬عمله‭ ‬الاعلامي‭ (‬الاذاعة‭ ‬والتلفزيون‭) ‬كانت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬عبر‭ ‬محطة‭ ‬اذاعية‭ ‬محلية،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬بدأ‭ ‬بتقديم‭ ‬برنامج‭ ‬اسمه‭ (‬اضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭) ‬عبر‭ ‬محطة‭ ‬تلفزيونية‭ ‬محلية‭ ‬في‭ ‬ديترويت‭ (‬الفضائية‭ ‬الآرامية‭) ‬واستمر‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬حيث‭ ‬استمر‭ ‬البرنامج‭ ‬بفقرات‭ ‬سياسية‭ ‬وثقافية‭ ‬واستضاف‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬وخارجه‭.‬

في‭ ‬اذار‭ ‬2019‭ ‬توقف‭ ‬بث‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفضائية‭ ‬الآرامية،‭ ‬وبدأت‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬منذ‭ ‬تشرين‭ ‬اول‭ ‬2019‭ ‬في‭ ‬البث‭ ‬من‭ ‬استوديو‭ ‬خاص‭ ‬أقامه‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬وعِبر‭ ‬شبكة‭ (‬فيس‭ ‬بوك‭) ‬بمعدل‭ ‬حلقتين‭ ‬في‭ ‬الاسبوع‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬البرنامج‭ (‬اضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭) ‬الموجه‭ ‬للعراقيين‭ ‬أينما‭ ‬وحيثما‭ ‬كانوا،‭ ‬ويتناول‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والحراك‭ ‬الوطني‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬المحاصصة‭ ‬والفساد‭ ‬وقوى‭ ‬النفوذ‭ ‬السياسي،‭ ‬وكذلك‭ ‬تسليط‭ ‬الاضواء‭ ‬وابراز‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حقول‭ ‬المعرفة‭ ‬والثقافة‭ ‬العراقية‭ ‬امام‭ ‬تجاهل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬لهم‭.‬

‭ ‬برنامج‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬

منذ‭ ‬بدايته‭ ‬وانطلاقه‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬استمر‭ ‬برنامج‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬تحقيق‭ ‬نسب‭ ‬مشاهدة‭ ‬جيدة،‭ ‬وتطور‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهها،‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬شد‭ ‬انتباه‭ ‬المشاهدين‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬برمجة‭ ‬خاصة‭ ‬به،‭ ‬يقدمها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬تطوير‭ ‬المشهد‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬لترسيخ‭ ‬ريادتها‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جذب‭ ‬أفضل‭ ‬محترفي‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬المتميزة‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬الكومبيوتر‭ ‬والتليفزيون،‭ ‬وتوفير‭ ‬المعلومات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاهتمام‭ ‬والشغف‭ ‬بالتأريخ‭ ‬والتراث‭. ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬تطور‭ ‬البرنامج‭ ‬رغم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهها‭ ‬ليصبح‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلي‭ ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬ابداعية‭ ‬خاصة‭ ‬به‭.‬

ومعروف‭ ‬ان‭ ‬كمال‭ ‬يلدو،‭ ‬رغم‭ ‬ارتباطه‭ ‬بالعمل‭ (‬في‭ ‬المبيعات‭) ‬لستة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع،‭ ‬إلا‭ ‬انه‭ ‬يكرس‭ ‬جهدا‭ ‬متميزا‭ ‬لإعداد‭ ‬البرنامج‭ ‬بنفسه‭ ‬ولوحده،‭ ‬دون‭ ‬مساعدين،‭ ‬ويموله‭ ‬من‭ ‬ماله‭ ‬الخاص،‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يحظى‭ ‬بأي‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬ما،‭ ‬ويقوم‭ ‬بمهام‭ ‬البحث‭ ‬وتجميع‭ ‬وتبويب‭ ‬المواد‭ ‬الإعلامية‭ ‬وتقديمها‭ ‬بنفسه‭. ‬ويبذل‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬البحث‭ ‬وتوفير‭ ‬المواد،‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬الشخصيات‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬العراقية،‭ ‬حيث‭ ‬يستثمر‭ ‬علاقاته‭ ‬ويجري‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬المعلومة‭ ‬الدقيقة‭ ‬وتستغرق‭ ‬كل‭ ‬حلقة‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الإعداد،‭ ‬بمعدل‭ ‬عشرة‭ ‬ساعات‭ ‬لكل‭ ‬حلقة‭ ‬فتحول‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬إعلامي‭ ‬هاوي‭ ‬الى‭ ‬مُحترف‭ ‬ومقدم‭ ‬مُبدع‭.‬

يحكي‭ ‬عن‭ ‬سنوات‭ ‬تجربته‭ ‬مع‭ ‬برنامج‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬والعمل‭ ‬وحيداً‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬برنامج‭ ‬يلامس‭ ‬قلوب‭ ‬المشاهدين،‭ ‬قائلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬“لقد‭ ‬كنت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬إعلامية‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬وأنا‭ ‬فخور‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬محطات‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬المميز”‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬تقارير‭ ‬مؤثرة‭ ‬ومقابلات‭ ‬مثيرة‭ ‬وتحليلات‭ ‬عميقة،‭ ‬نجح‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬قصص‭ ‬الضيوف‭ ‬بشكل‭ ‬يلهم‭ ‬ويثير‭ ‬اهتمام‭ ‬المشاهدين‭.‬

أراء‭   ‬

وكما‭ ‬يكتب‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬عن‭ ‬الأخرين،‭ ‬فلقد‭ ‬كتب‭ ‬عنه‭ ‬الكثيرون‭ ‬ومنهم‭ ‬الإعلامي‭ ‬يوسف‭ ‬أبو‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الناس‭ ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬الإعلامي‭ ‬المثابر‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬وتجربة‭ ‬برنامج‭ (‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭) ‬فيقول‭: ‬“لطالما‭ ‬أثارت‭ ‬إعجابي‭ ‬تجربة‭ ‬زميلي‭ ‬وصديقي‭ ‬الإعلامي‭ ‬كمال‭ ‬يلدو،‭ ‬في‭ ‬مثابرته‭ ‬واصراره‭ ‬للعمل،‭ ‬واستمرار‭ ‬ظهور‭ ‬برنامجه‭ ‬الأسبوعي‭ (‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭) ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬مؤخرا،‭ ‬حين‭ ‬توفرت‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬لزيارة‭ ‬محل‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬بيته،‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ديترويت‭ ‬الامريكية‭ ‬وزيارة‭ ‬استوديو‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬أقامه‭ ‬في‭ ‬قبو‭ ‬بيته،‭ ‬قررت‭ ‬مشاركة‭ ‬القراء‭ ‬بتسليط‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة،‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬تمنيت‭ ‬ان‭ ‬يطلع‭ ‬عليها‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬شبابنا‭ ‬الإعلاميين‭ ‬لاستنباط‭ ‬بعض‭ ‬الدروس‭ ‬منها”‭.‬

أمانة‭ ‬وأمنيات

وراء‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬ناجح‭ ‬او‭ ‬مشروع‭ ‬إعلامي‭ ‬جندي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الظل‭ ‬ويُعتبر‭ ‬العمود‭ ‬الاساسي‭ ‬والدعامة‭ ‬الركيزة‭ ‬لاستمرار‭ ‬هذا‭ ‬الانجاز،‭ ‬وهو‭ (‬المُعد‭) ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تجهيز‭ ‬المادة‭ ‬التي‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬صورة‭ ‬او‭ ‬مقطع‭ ‬صوتي‭ ‬يقدمها‭ ‬لجمهور‭ ‬المتابعين،‭ ‬هذا‭ ‬الجندي‭ ‬قلما‭ ‬نجده‭ ‬وسط‭ ‬الاضواء‭ ‬او‭ ‬تحتها،‭ ‬فهو‭ ‬الجندي‭ ‬المجهول‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الكواليس‭ ‬بقدرة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬كثيرون‭ ‬امتلاكها،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الشهرة‭ ‬ليست‭ ‬مهمة‭ ‬بقدر‭ ‬نجاح‭ ‬البرامج‭ ‬وردود‭ ‬أفعال‭ ‬المشاهدين‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور‭. ‬

وأمام‭ ‬كل‭ ‬مشاهد‭ ‬وبرنامج‭ ‬ناجح‭ ‬مُعد‭ ‬متميز،‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬البرنامج‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬يلامس‭ ‬احتياجات‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الموضوعات‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬يطرحها،‭ ‬وتكون‭ ‬لديه‭ ‬خبرة‭ ‬علمية‭ ‬وعملية‭ ‬تؤهله‭ ‬لإعداد‭ ‬برامج‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يتصف‭ ‬باللباقة‭ ‬والذكاء‭ ‬اللذين‭ ‬يمكنانه‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الضيوف‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬متكامل،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬الضيوف‭ ‬وخبرة‭ ‬المُقدم‭ ‬واختيار‭ ‬الموضوع‭ ‬هم‭ ‬اسس‭ ‬نجاح‭ ‬البرنامج‭ ‬الإعلامي‭ ‬والعمل‭ ‬لا‭ ‬ينجح‭ ‬الا‭ ‬بتكامل‭ ‬وتناغم‭ ‬كافة‭ ‬الفرق‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

وعن‭ ‬تقديمه‭ ‬لبرنامج‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬طيلة‭ ‬19‭ ‬سنة‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬برنامجا‭ ‬عاديا‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬وإنما‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬أمانة‭ ‬ومُهمة‭ ‬ومهنة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬يتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الضيوف‭ ‬ويعيش‭ ‬ذكريات‭ ‬ايامهم‭ ‬واهتماهم‭ ‬ومهنهم‭. ‬وينقل‭ ‬كمال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجاربه،‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الإعلاميين‭ ‬أثناء‭ ‬تغطية‭ ‬القصص‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حين‭ ‬يغوصون‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬بحور‭ ‬المجتمع‭ ‬لا‭ ‬فقط‭ ‬كمراقبين،‭ ‬بل‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يعملون‭ ‬ضمنه‭. ‬

حصيلة‭ ‬برنامج‭ ‬“أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق”‭ ‬للعام‭ ‬‮٢٠٢٤‬

1 البرنامج‭ ‬الاول‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬‮٣‬‭ ‬كانون‭ ‬ثان‭ ‬والبرنامج‭ ‬الاخير‭ ‬يوم‭ ‬‮٢٩‬‭ ‬كانون‭ ‬أول‭ ‬‮٢٠٢٤‬

2 وصل‭ ‬مجموع‭ ‬البرامج‭ ‬المقدمة‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬الى‭ ‬‮٨٦‬‭ ‬برنامجاً‭ ‬بمعدل‭ ‬ساعة‭ ‬ونصف‭ ‬للبث‭ ‬وبمجموع‭ ‬‮١٢٩‬‭ ‬ساعة‭ ‬بث،‭ ‬اما‭ ‬مجموع‭ ‬الساعات‭ ‬التقريبي‭ ‬التي‭ ‬يستغرقها‭ ‬البرنامج‭ ‬الواحد‭ ‬فهي‭ ‬بحدود‭ (‬‮١٠‬‭) ‬ساعات‭ ‬وبذا‭ ‬يكون‭ ‬مجموع‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬‮٨٦٠‬‭ ‬ساعة‭.‬

3 وصل‭ ‬عدد‭ ‬البرامج‭ ‬السياسية‭ ‬الى‭ (‬‮٤‬‭) ‬برامج،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬حصة‭ ‬البرامج‭ ‬الثقافية‭ (‬‮٨٢‬‭) ‬برنامج‭.‬

4 وصل‭ ‬مجموع‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تناولتها‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الى‭ (‬‮١٥١‬‭) ‬شخصية،‭ ‬كانت‭ ‬حصة‭ ‬السيدات‭ (‬‮١٥‬‭) ‬وحصة‭ ‬السادة‭ (‬‮١٣٦‬‭)‬

تناولت‭ ‬البرامج‭ ‬السياسية‭: ‬

‭ ‬أزمة‭ ‬المياه‭ ‬المستفحلة‭ ‬ومخاطرها‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬البشري‭ ‬العراقي،‭ ‬محنة‭ ‬الغربة‭ ‬واستمرار‭ ‬هذا‭ ‬النزيف‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬حلول‭ ‬واقعية‭ ‬لمشاكل‭ ‬العراق،‭ ‬محنة‭ ‬المسيحيين‭ ‬والمكونات‭ ‬غير‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬واخيرا‭ ‬في‭ ‬استذكار‭ ‬انتفاضة‭ ‬تشرين‭ ‬الباسلة‭ ‬وشهدائها‭ ‬وجرحاها‭ ‬وتخاذل‭ ‬كل‭ ‬الحكومات‭ ‬والقضاء‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬القتلة‭ ‬والسراق‭ ‬للقضاء‭.‬

البرامج‭ ‬الثقافية‭ ‬تناولت‭ ‬الحقول‭ ‬التالية‭:‬

1‭ ‬عن‭ ‬المسرح‭ ‬العراقي‭ ‬والفنانين‭ (‬‮٢١‬‭) ‬شخصية

2‭ ‬عازفين‭ ‬وملحنين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ (‬‮١٧‬‭) ‬توزعوا‭ ‬بين‭ ‬عازفي‭ ‬العود‭ ‬والكمان‭ ‬والجيلو‭ ‬والآلات‭ ‬الايقاعية

3‭   ‬عن‭ ‬حضارة‭ ‬وادي‭ ‬الرافدين‭ ‬‮٣‬‭ ‬مواد

4‭ ‬عالم‭ ‬الرياضة‭ (‬‮٧‬‭) ‬مواد‭ ‬تناولت‭ ‬‮٣‬‭ ‬من‭ ‬ابطال‭ ‬كمال‭ ‬الاجسام‭ ‬و‮٣‬‭ ‬عدائيين‭ ‬والبرنامج‭ ‬المحبوب‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬اسبوع

5‭ ‬من‭ ‬المؤرخين‭ ‬والكتاب‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬شخصيتان‭ ‬

6‭   ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬والنحت‭ ‬تناولت‭ (‬‮٢٠‬‭) ‬شخصية

7‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬تناولت‭ ‬‮٣‬‭ ‬شعراء‭ ‬غنائيين‭ ‬وشاعرا‭ ‬آخرا

8‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الرواية‭ ‬تناولت‭ ‬سيدة‭ ‬واحدة‭ ‬واثنان‭ ‬من‭ ‬الروائيين‭ ‬اليهود‭ ‬العراقيين

9‭ ‬مؤسسة‭ ‬مجلتي‭ ‬والمزمار‭ ‬تناولت‭ (‬‮٢٣‬‭) ‬شخصية‭ ‬توزعت‭ ‬بين‭ ‬إداريين‭ ‬ورسامين‭ ‬وكتاب‭ ‬سيناريو‭ ‬و‭(‬‮٥‬‭) ‬شهداء‭ ‬قتلهم‭ ‬النظام‭ ‬البائد‭.‬

10‭ ‬في‭ ‬الاعلام‭ ‬تناولت‭ ‬شخصيتان‭ ‬

11‭ ‬في‭ ‬الطرب‭ ‬والغناء‭ ‬تناولت‭ (‬‮٣‬‭) ‬مطربين

12‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬تناولت‭ (‬‮١٢‬‭) ‬شخصية،‭ ‬توزعت‭ ‬بين‭ ‬مخرجين‭ ‬ومصورين‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬السيدات‭ ‬اللواتي‭ ‬دخلن‭ ‬هذا‭ ‬الحقل‭ ‬للمرة‭ ‬الاولى‭ ‬وابدعن‭ ‬فيه

13‭ ‬مخرجين‭ ‬ومصورين‭ ‬سينمائيين‭ (‬‮٨‬‭)‬

14‭ ‬من‭ ‬مهندسي‭ ‬العمارة‭ ‬والمعماريين‭ (‬‮٢‬‭)‬

15‭ ‬من‭ ‬الاطباء‭ ‬والطبيبات‭ ‬البارزين‭ (‬‮٦‬‭)‬

‭ ‬16‭ ‬شخصيتان‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬جمهورية‭ ‬‮١٤‬‭ ‬تموز

17في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬والفلسفة‭ ‬شخصيتين‭ (‬‮٢‬‭)‬

18‭ ‬استعراض‭ ‬تاريخ‭ (‬‮١٧‬‭) ‬مدرسة‭ ‬واعدادية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وبعض‭ ‬المحافظات،‭ ‬والوقوف‭ ‬امام‭ ‬تاريخها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الاجيال

19‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬والمدرسين‭ (‬‮٥‬‭) ‬شخصيات

20‭ ‬‮٤‬‭ ‬شخصيات‭ ‬من‭ ‬مصممي‭ ‬الديكور‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬العراقي

21‭  ‬‮٣‬‭ ‬استاذة‭ ‬عملوا‭ ‬ولمعوا‭ ‬في‭ ‬الترجمة

22‭  ‬تناولت‭ ‬شخصية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الكتبيين،‭ ‬اصحاب‭ ‬المكتبات

23‭  ‬شخصيات‭ ‬ذات‭ ‬حضور‭ ‬عالمي،‭ ‬تناولت‭ ‬شخصيتين‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة

لقد‭ ‬نجح‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬الإعلامية‭ ‬كمُعد‭ ‬ومُقدم‭ ‬ومُخرج‭ ‬منفذ‭ ‬طيلة‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬منهجاً‭ ‬عاديا‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬كصاحب‭ ‬الفكرة‭ ‬ومنفذها‭ ‬رغم‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬فقط،‭ ‬إذ‭ ‬مكنته‭ ‬موهبته‭ ‬وثقافته‭ ‬السياسية‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬للناس‭ ‬والمستمعين‭ ‬والمشاهدين‭ ‬الفيسبوكيين‭. ‬بعد‭ ‬دخوله‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬كهواية،‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬إذاعة‭ ‬لأخرى‭ ‬لتزيد‭ ‬شهرته‭ ‬ويعرفه‭ ‬الناس‭ ‬أكثر،‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬مرتبة‭ ‬إعلامية‭ ‬عالية‭ ‬ليقوم‭ ‬بتقديم‭ ‬برنامجه‭ ‬الواسع‭ ‬الانتشار‭ (‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭) ‬حيث‭ ‬هو‭ ‬المُعد‭ ‬والمخرج‭ ‬والمنجز‭ ‬والمنفذ‭ ‬والمسؤول‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭. ‬

ويقول‭ ‬“لكل‭ ‬مقام‭ ‬مقال،‭ ‬ولكل‭ ‬أمنية‭ ‬هدف،‭ ‬ولكل‭ ‬نجاح‭ ‬شكر‭ ‬وامتنان”،‭ ‬ومع‭ ‬ان‭ ‬المنحى‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬ارغب‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬الجانب‭ ‬العلمي‭ (‬احياء‭ ‬او‭ ‬طب‭) ‬إلا‭ ‬إن‭ ‬الكتابة‭ ‬كانت‭ ‬تستهويني،‭ ‬ولعلي‭ ‬مدين‭ ‬الى‭ ‬مدرس‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الاعدادية‭ ‬الشرقية‭ (‬الاستاذ‭ ‬حميد‭ - ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬بعمره‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يغمره‭ ‬بواسع‭ ‬رحماته‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬غادرنا‭ ‬بسلام‭) ‬ففي‭ ‬مرحلة‭ ‬السادس‭ ‬اعدادي‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬تلاميذه‭ ‬كتابة‭ ‬موضوع‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الانشاء،‭ ‬وقمت‭ ‬بذلك‭ ‬كبقية‭ ‬التلاميذ،‭ ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬حينما‭ ‬دعاني‭ ‬لقراءة‭ ‬نص‭ ‬مقالتي‭ ‬امام‭ ‬طلاب‭ ‬الصف‭ ‬“هذا‭ ‬هو‭ ‬الانشاء‭ ‬الصحيح”‭ ‬ومنحني‭ ‬درجة‭ ‬‮٢٨‬‭/‬‮٣٠‬‭ ‬وكان‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬استقطاع‭ ‬النقطتين‭ ‬لأني‭ ‬كنت‭ ‬سيئاً‭ (‬ومازلت‭) ‬في‭ ‬أصول‭ ‬البيان‭ ‬وقواعد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.  ‬السادس‭ (‬ي‭) ‬وقام‭ ‬بقراءتها‭ ‬وقال‭ ‬لهم‭:‬

‭ ‬والاجمل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬فإنه‭ ‬ذيّل‭ ‬تلك‭ ‬الكتابة‭ ‬بتعليق‭ ‬قال‭ ‬فيه‭ ‬“اتمنى‭ ‬لك‭ ‬مستقبلا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬الكتابة”‭. ‬وأمانة‭ ‬مني‭ ‬لذكرى‭ ‬استاذي‭ (‬حميد‭)‬،‭ ‬قمت‭ ‬بكتابة‭ ‬بعض‭ ‬الوجدانيات‭ ‬عن‭ ‬الغربة‭ ‬والحنين‭ ‬والشهداء‭. ‬واليوم‭ ‬عبر‭ ‬القناة‭ ‬الفضائية‭ ‬الآرامية‭ ‬أركز‭ ‬وقتي‭ ‬وجهدي‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ (‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭) ‬حيث‭ ‬تشرفت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ (‬‮١١‬‭ ‬سنة‭) ‬من‭ ‬عمر‭ ‬البرنامج‭ ‬باستضافة‭ ‬مئات‭ ‬الشخصيات‭ ‬العراقية‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬المواقع‭ ‬العراقية‭ ‬الاستاذ‭ ‬الغالي‭ (‬جلال‭ ‬چرمگا‭).‬

‭  ‬يعتز‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬المقالة‭ ‬ومجلة‭ ‬اخبار‭ ‬الكلدان‭ (‬كالديان‭ ‬نيوز‭) ‬بنشر‭ ‬هذه‭ ‬النبذة‭ ‬وتسليط‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬الإعلامي‭ ‬المهجري‭ ‬المتميز‭ ‬كمال‭ ‬يلدو،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬البرامج‭ ‬والمحطات‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬الإعلامية،‭ ‬التي‭ ‬يطل‭ ‬بها‭ ‬علينا‭ ‬بأسلوبه‭ ‬وطريقته‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬المعلومات‭ ‬وتقديم‭ ‬الضيوف‭ ‬بشكل‭ ‬مشوق‭ ‬وصحيح،‭ ‬وتشهد‭ ‬له‭ ‬أعماله‭ ‬وتمتد‭ ‬رسالته‭ ‬للمجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بصمات‭ ‬جميلة‭ ‬ورسائل‭ ‬هادفة‭ ‬لمشاهديه،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الجماهير‭ ‬وإعطاء‭ ‬صوت‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬صوت‭ ‬لهم،‭ ‬بحيث‭ ‬تتحول‭ ‬القصص‭ ‬المروية‭ ‬إلى‭ ‬وسيلة‭ ‬للتغيير‭ ‬والتأثير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والنجاح‭ ‬المستقبلي‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬أبدع‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مواضيع‭ ‬برنامجه‭ ‬أضواء‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬علما‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬الفرص‭ ‬لكي‭ ‬يدرس‭ ‬الاعلام،‭ ‬ولكنه‭ ‬بكل‭ ‬تواضع‭ ‬ثقّف‭ ‬نفسه‭ ‬عبر‭ ‬الملاحظة‭ ‬والمطالعة‭ ‬وقدم‭ ‬شيئا‭ ‬يرضي‭ ‬ضميره‭ ‬والناس‭ ‬ويعزز‭ ‬انتماءه‭ ‬للوطن‭ ‬والشعب‭ ‬الغالي‭.‬

‭ ‬المراجع

مقالة‭ ‬الإعلامي‭ ‬يوسف‭ ‬أبو‭ ‬الفوز،‭ ‬الصحفي‭ ‬فؤاد‭ ‬منّا،‭ ‬مازن‭ ‬أيوب،‭ ‬الحوار‭ ‬المتمدن’‭ ‬جلال‭ ‬جرمكًا‭ ‬محرر‭ ‬منصة‭ ‬كًاردينيا،‭ ‬ويكيبيديا،‭ ‬يوتيوب،‭ ‬كمال‭ ‬يلدو‭.‬