إضاءة على الإعلامي كمال يلدو
بقلم د عضيد ميري
مقدمة
من منا لم يستمع الى او يشاهد الإعلامي العراقي الأصيل والبغدادي العتيق مُعد ومقدم برنامج أضواء على العراق (كمال يلدو)؟ وقليل منا قد يصادف في مسيرة حياته بغداديا بتجذر وعمق الانتماءات لذكريات وطنه وعاصمته وأهله وصحبه ومحلته مثله، فهو يحمل للعراق محبة قل لها نظير وقناعات وطنية لا تقبل التغيير وكأي ذا فكر تقدمي نجدهُ صاحب رأي جدلي مثير يسير به ومعه وجنبه.
وللذين يعرفونه تماماً، يجدونه باحث دقيق واستقصائي عميق يحاول استخلاص مواضيع قيمة وتقديم ضيوف منسيين في برنامجه أضواء على العراق ويعمل بمبدأ الحوار وحرية النقاش متفادي فرض رأي واحد، إذ يركز على الإنصات والتفاهم وخلق مجال للأريحية الفكرية، بالإضافة الى الثقة القوية التي تجمع بينه وبين ضيوفه ومشاهديه فالبرنامج عنده أمانة ومسؤولية.
وكمال يلدو، إعلامي متمرس، لديه جاذبية العرض وتميّز الفكرة التي يقدمها وقدرته على البحث وجذب الضيوف من عوالم الآدب والثقافة والفنون والتعليم والسياسة والتراثيات والتأريخ وتقديم فرص عرض واقعية ومشوقة، وهو ملم تماماً بأوضاع الوطن والمجتمع ويحاور بذكاء العراقيين المشاهير، ويتناول مواضيع تُجدد وتُكلم وتملأ المتابعين بهجة بصرية تضفي المزيد من الأبعاد إلى معارف المشاهدين والمتابعين. وهو كباحث ومُعد ومُقدم برامج محترف لا يترك صغيرة او كبيرة عن ضيوفه إلا وقد بحث فيها واحصاها وثبتها وبينها في فقرات برامجه.
وليتجلى كإعلامي مشارك قَدمَ وأعد ونشر أكثر من مقابلة وتحليل ومقال وكأنه قد بحث في تأريخ كل عراقي أو مهجري متميز في أوانه وميدانه. وهو يؤمن بالرجوع الى الجذور كأساس للحداثة، وله تصور متكامل يدعو إلى تمكين ضيوف برامجه من أدواتهم المعرفية لصياغة واقع اجتماعي وقيمي جديد يناسب الثقافات المعاصرة، ويُعين على صياغة الفكر الاجتماعي والسياسي ومعالجة الأشياء بصورة جمالية فيتسم جو الحوار بالود والتسامح والاحترام وطرح مفاهيم ومواضيع تُعيد الألفة وتجعل الناس تتشجع وتتذكر وتتكلم.
الإعلامي المُضيء على العراق – معلومات عامة
ولد كمال يلدو عام 1956 في بغداد، منطقة رأس القرية، أنهى الثانوية في الاعدادية الشرقية وانتسب الى كلية العلوم جامعة بغداد لمدة عامين وتركها نهاية 1978، عندما انطلق به باص “النيرن” مغادرا العراق يوم الثلاثاء 31 كانون ثاني 1979 الساعة الثانية عشر وربع بعد الظهر من ساحة حافظ القاضي.
تعرض مثل الاف غيره من الديمقراطيين والشيوعيين الى سطوة وعُسف نظام البعث الفاشي فاضطر لمغادرة العراق مطلع عام 1979 صوب الولايات المتحدة ومقيم فيها منذ 11 تموز 1979. ليستقر في ولاية ميشيغان ويصبح أحد النشطاء في المجتمع المحلي.
أبرز اهتماماته هو متابعة الوضع العراقي، قراءات ادبية متفرقة واهتمام خاص بتأريخ العراق السياسي ويهوى التصوير الفوتوغرافي والتراث العراقي الأصيل الذي يعتبره ماءه الذي يرتوي منه، ومازال عنده احلام كثيرة، منها وضع عراق اليوم الذي أصبح بعيداً عن الحريات المدنية والحداثة وينتظر معجزة تزيح سطوة الدكتاتورية الدينية وهيمنة الطغاة الجدد.
يعشق التراث والشعر الشعبي والغناء التراثي فهو من مدرسة الأبوذية والدارمي والزهيري والجالغي وابن المحلة العتيقة وأصدقاء الدربونة الضيقة، ويطرب لأغاني سليمة باشا وناظم الغزالي وحضيري أبو عزيز وزهور حسين ولميعة توفيق ووحيدة خليل وعباس جميل ويُنسجم مع بستات عزيز الروح وخيه ونبعة الريحان ودشداشة صبغ النيل وكلما هو جميل.
يقول “ انا اعشـق الشعر العراقي الرصين وأقربهم الى وجداني هو شعر الرائع مظفر النواب. معاناتي ألخصها بكلماته (احتك بكل الجدران وكأن الغربة يا وطني جرب في جلدي)، اما احلامه فيختصرها (يكَظن وأرد يا ديرتي لحســنج وأموتن اعلى التبن ...ايام المزبّن كَضن، تكَظن يا ايام اللف). وقصتي مع العشــق للنواب نقلتها من دفتره (ولساع من همسه تجي من بعيد يخـضـٌرْ الدَمِــع، كل نسمه ترفه من تفك الباب يخنِـكَنـي الدمـِع). وشعاري في الحياة (باقون، وأعمـار الطغاة قصار)”.
الموهبة والابتكار أسس الإبداع
الموهوبون والمتفوقون هم الثروة الحقيقية لمجتمعاتهم وهم كنوزها وأثمن مواردها، فعلى عقولهم وابداعاتهم وابتكاراتهم وبرامجهم الفكرية والعملية تنعقد الأمال لمواجهة التحديات وحل المعضلات التي تعترض مسيرة الحرية الفكرية وارتياد افاق المستقبل وتحديث المجتمعات وتطويرها وتحقيق تقدمها وبناء معالم حضارتها وتنمية الاستعدادات واستثمار الطاقات المتوقدة التي يفرضها التقدم والتغيرات المتسارعة في كافة مناحي الحياة، والانطلاق واللحاق بركب التقدم ومجتمع المعرفة والمشاركة بفعالية لبناء الفكر ونشر الثقافة والمستقبل الجماعي للمجتمع والوطن.
كثيرون يحملون شهادات جامعية لم يستفيدوا منها في حياتهم العملية ليتركوها جانبا، وبعضهم طوعها في خدمة مجال آخر وجد نفسه فيه ليعادل بذلك طرفي المعادلة ويصل في النهاية إلى نتيجة ترضيه. وواحد من هؤلاء الذين درسوا مجالا وحلقوا في آخر هو كمال يلدو الذي نجح في ولوج عالم اعلامي كبير وحقق الكثير بلا دراسة جامعية كاملة.
كان هدف كمال يلدو في اقتحام مجال الإعلام نشر المعرفة والتعريف بالمواهب المنسية والمغمورة ونشر الأفكار السائدة بين الناس، ورغم تردده في بادئ الأمر إلا أنه وجد في نفسه القدرة على تحدي الصعوبات ليصل إلى هدفه، فَخضّع جينات موهبته وقابلياته من اجل ممارسة الإعلام، واجتاز توتره وانتصر عليه ليتخذ قرار العمل في مجال صعب يسهل فيه الفشل والانتقادات.
وعلى خوض التجربة والنجاح في تخطي الخوف من الكاميرا، كان الإعلام يداعب خياله منذ كان تلميذاً في المدرسة، ومع الممارسة تحولت علاقته مع الكاميرا إلى صداقة، والصداقة الى حقيقة ودليل ذلك انتقال البرنامج من مرحلة التسجيل إلى مرحلة النقل المباشر. ويقول “المفيد ممارسة أكثر من مهنة في نفس الوقت، فأنا أمارس عملي الوظيفي في اليوم والإعلامي ليلاً، وكل مهنة تضيف للأخرى وتسهل مهمة التعامل معهما”.
البدايات
يخبرنا عنه الكاتب والإعلامي (يوسف أبو الفوز) والراحل طلال سامونا بأن بداية عمله الاعلامي (الاذاعة والتلفزيون) كانت في عام 2005 عبر محطة اذاعية محلية، وفي ذلك العام بدأ بتقديم برنامج اسمه (اضواء على العراق) عبر محطة تلفزيونية محلية في ديترويت (الفضائية الآرامية) واستمر ذلك حتى العام 2019 حيث استمر البرنامج بفقرات سياسية وثقافية واستضاف فيه الكثير من الشخصيات من داخل العراق وخارجه.
في اذار 2019 توقف بث البرنامج من خلال الفضائية الآرامية، وبدأت مرحلة جديدة منذ تشرين اول 2019 في البث من استوديو خاص أقامه في بيته وعِبر شبكة (فيس بوك) بمعدل حلقتين في الاسبوع وما زالت مستمرا في تقديم البرنامج (اضواء على العراق) الموجه للعراقيين أينما وحيثما كانوا، ويتناول الأوضاع في العراق والحراك الوطني والموقف من حكومات المحاصصة والفساد وقوى النفوذ السياسي، وكذلك تسليط الاضواء وابراز الشخصيات التي عملت في كل حقول المعرفة والثقافة العراقية امام تجاهل المؤسسات الرسمية لهم.
برنامج أضواء على العراق
منذ بدايته وانطلاقه عام 2005 استمر برنامج أضواء على العراق تحقيق نسب مشاهدة جيدة، وتطور هذا البرنامج رغم التحديات التي واجهها، واستمر في شد انتباه المشاهدين والحفاظ على برمجة خاصة به، يقدمها من اجل تطوير المشهد الفني والثقافي في مجتمعنا لترسيخ ريادتها في مجالات الإبداع والابتكار من خلال جذب أفضل محترفي الثقافة في المجتمع وساهم في تقديم عدد كبير من الشخصيات المتميزة على شاشات الكومبيوتر والتليفزيون، وتوفير المعلومات المطلوبة لأصحاب الاهتمام والشغف بالتأريخ والتراث. ومنذ عام 2012، تطور البرنامج رغم التحديات التي واجهها ليصبح واحدا من أبرز البرامج في عالم الإعلام المحلي واستمر في الحفاظ على شخصية ابداعية خاصة به.
ومعروف ان كمال يلدو، رغم ارتباطه بالعمل (في المبيعات) لستة أيام في الأسبوع، إلا انه يكرس جهدا متميزا لإعداد البرنامج بنفسه ولوحده، دون مساعدين، ويموله من ماله الخاص، دون ان يحظى بأي دعم من أي جهة ما، ويقوم بمهام البحث وتجميع وتبويب المواد الإعلامية وتقديمها بنفسه. ويبذل جهدا كبيرا في عمليات البحث وتوفير المواد، خاصة عند جمع المعلومات عن الشخصيات الثقافية والعلمية العراقية، حيث يستثمر علاقاته ويجري العشرات من الاتصالات بحثا عن المعلومة الدقيقة وتستغرق كل حلقة عدة أيام في الإعداد، بمعدل عشرة ساعات لكل حلقة فتحول بذلك من إعلامي هاوي الى مُحترف ومقدم مُبدع.
يحكي عن سنوات تجربته مع برنامج أضواء على العراق والعمل وحيداً في تقديم برنامج يلامس قلوب المشاهدين، قائلا في هذا الصدد، “لقد كنت جزءا من رحلة إعلامية منذ البداية، وأنا فخور بأن أكون جزءا من تاريخ محطات هذا البرنامج المميز”. ومن خلال تقديم تقارير مؤثرة ومقابلات مثيرة وتحليلات عميقة، نجح البرنامج في إبراز قصص الضيوف بشكل يلهم ويثير اهتمام المشاهدين.
أراء
وكما يكتب كمال يلدو عن الأخرين، فلقد كتب عنه الكثيرون ومنهم الإعلامي يوسف أبو الفوز في موقع الناس وتحت عنوان الإعلامي المثابر كمال يلدو وتجربة برنامج (أضواء على العراق) فيقول: “لطالما أثارت إعجابي تجربة زميلي وصديقي الإعلامي كمال يلدو، في مثابرته واصراره للعمل، واستمرار ظهور برنامجه الأسبوعي (أضواء على العراق) على منصات التواصل الاجتماعي. مؤخرا، حين توفرت لي الفرصة لزيارة محل إقامته في بيته، في مدينة ديترويت الامريكية وزيارة استوديو البرنامج الذي أقامه في قبو بيته، قررت مشاركة القراء بتسليط شيئا من الضوء على هذه التجربة الملهمة، التي طالما تمنيت ان يطلع عليها البعض من شبابنا الإعلاميين لاستنباط بعض الدروس منها”.
أمانة وأمنيات
وراء كل عمل ناجح او مشروع إعلامي جندي يعمل في الظل ويُعتبر العمود الاساسي والدعامة الركيزة لاستمرار هذا الانجاز، وهو (المُعد) الذي يعمل على تجهيز المادة التي تتحول الى صورة او مقطع صوتي يقدمها لجمهور المتابعين، هذا الجندي قلما نجده وسط الاضواء او تحتها، فهو الجندي المجهول الذي يعمل من وراء الكواليس بقدرة لا يستطيع كثيرون امتلاكها، لذلك فإن الشهرة ليست مهمة بقدر نجاح البرامج وردود أفعال المشاهدين والتفاعل مع الجمهور.
وأمام كل مشاهد وبرنامج ناجح مُعد متميز، هو أساس البرنامج وهو الذي يلامس احتياجات المشاهدين من خلال الموضوعات والأفكار التي يطرحها، وتكون لديه خبرة علمية وعملية تؤهله لإعداد برامج متخصصة في قضايا المجتمع المختلفة ويجب أن يتصف باللباقة والذكاء اللذين يمكنانه التواصل مع الضيوف والتعامل مع عمل متكامل، إذ أن ثقافة الضيوف وخبرة المُقدم واختيار الموضوع هم اسس نجاح البرنامج الإعلامي والعمل لا ينجح الا بتكامل وتناغم كافة الفرق بشكل عام.
وعن تقديمه لبرنامج أضواء على العراق طيلة 19 سنة يؤكد أنه لم يعد برنامجا عاديا بالنسبة له، وإنما تحول إلى أمانة ومُهمة ومهنة، مؤكدا أنه يتفاعل مع الضيوف ويعيش ذكريات ايامهم واهتماهم ومهنهم. وينقل كمال من خلال تجاربه، صورة حية عن التحديات التي تواجه الإعلاميين أثناء تغطية القصص الإنسانية، حين يغوصون في أعماق بحور المجتمع لا فقط كمراقبين، بل كجزء من النسيج الاجتماعي الذي يعملون ضمنه.
حصيلة برنامج “أضواء على العراق” للعام ٢٠٢٤
1 البرنامج الاول كان يوم ٣ كانون ثان والبرنامج الاخير يوم ٢٩ كانون أول ٢٠٢٤
2 وصل مجموع البرامج المقدمة لهذا العام الى ٨٦ برنامجاً بمعدل ساعة ونصف للبث وبمجموع ١٢٩ ساعة بث، اما مجموع الساعات التقريبي التي يستغرقها البرنامج الواحد فهي بحدود (١٠) ساعات وبذا يكون مجموع ساعات العمل ٨٦٠ ساعة.
3 وصل عدد البرامج السياسية الى (٤) برامج، فيما كانت حصة البرامج الثقافية (٨٢) برنامج.
4 وصل مجموع الشخصيات التي تناولتها في البرنامج الى (١٥١) شخصية، كانت حصة السيدات (١٥) وحصة السادة (١٣٦)
تناولت البرامج السياسية:
أزمة المياه المستفحلة ومخاطرها على الوجود البشري العراقي، محنة الغربة واستمرار هذا النزيف دون وجود حلول واقعية لمشاكل العراق، محنة المسيحيين والمكونات غير المسلمة في العراق، واخيرا في استذكار انتفاضة تشرين الباسلة وشهدائها وجرحاها وتخاذل كل الحكومات والقضاء من تقديم القتلة والسراق للقضاء.
البرامج الثقافية تناولت الحقول التالية:
1 عن المسرح العراقي والفنانين (٢١) شخصية
2 عازفين وملحنين بلغ عددهم (١٧) توزعوا بين عازفي العود والكمان والجيلو والآلات الايقاعية
3 عن حضارة وادي الرافدين ٣ مواد
4 عالم الرياضة (٧) مواد تناولت ٣ من ابطال كمال الاجسام و٣ عدائيين والبرنامج المحبوب الرياضة في اسبوع
5 من المؤرخين والكتاب كانت هناك شخصيتان
6 الفن التشكيلي والنحت تناولت (٢٠) شخصية
7 في الشعر تناولت ٣ شعراء غنائيين وشاعرا آخرا
8 من كتاب الرواية تناولت سيدة واحدة واثنان من الروائيين اليهود العراقيين
9 مؤسسة مجلتي والمزمار تناولت (٢٣) شخصية توزعت بين إداريين ورسامين وكتاب سيناريو و(٥) شهداء قتلهم النظام البائد.
10 في الاعلام تناولت شخصيتان
11 في الطرب والغناء تناولت (٣) مطربين
12 من المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون تناولت (١٢) شخصية، توزعت بين مخرجين ومصورين والتأكيد على السيدات اللواتي دخلن هذا الحقل للمرة الاولى وابدعن فيه
13 مخرجين ومصورين سينمائيين (٨)
14 من مهندسي العمارة والمعماريين (٢)
15 من الاطباء والطبيبات البارزين (٦)
16 شخصيتان من حكومة جمهورية ١٤ تموز
17في علم الاجتماع والفلسفة شخصيتين (٢)
18 استعراض تاريخ (١٧) مدرسة واعدادية في بغداد وبعض المحافظات، والوقوف امام تاريخها وتأثيرها على الاجيال
19 من المعلمين والمدرسين (٥) شخصيات
20 ٤ شخصيات من مصممي الديكور في التلفزيون العراقي
21 ٣ استاذة عملوا ولمعوا في الترجمة
22 تناولت شخصية واحدة من الكتبيين، اصحاب المكتبات
23 شخصيات ذات حضور عالمي، تناولت شخصيتين.
كلمة أخيرة
لقد نجح كمال يلدو في مسيرته الإعلامية كمُعد ومُقدم ومُخرج منفذ طيلة 19 عاما ولم يكن ذلك منهجاً عاديا بالنسبة له كصاحب الفكرة ومنفذها رغم حصوله على شهادة الثانوية العامة فقط، إذ مكنته موهبته وثقافته السياسية العامة من الوصول للناس والمستمعين والمشاهدين الفيسبوكيين. بعد دخوله مجال الإعلام كهواية، انتقل من إذاعة لأخرى لتزيد شهرته ويعرفه الناس أكثر، ووصل إلى مرتبة إعلامية عالية ليقوم بتقديم برنامجه الواسع الانتشار (أضواء على العراق) حيث هو المُعد والمخرج والمنجز والمنفذ والمسؤول بشكل كامل.
ويقول “لكل مقام مقال، ولكل أمنية هدف، ولكل نجاح شكر وامتنان”، ومع ان المنحى الذي كنت ارغب به هو الجانب العلمي (احياء او طب) إلا إن الكتابة كانت تستهويني، ولعلي مدين الى مدرس اللغة العربية في الاعدادية الشرقية (الاستاذ حميد - أطال الله بعمره إن كان على قيد الحياة، أو أن يغمره بواسع رحماته إن كان قد غادرنا بسلام) ففي مرحلة السادس اعدادي طلب من تلاميذه كتابة موضوع في مادة الانشاء، وقمت بذلك كبقية التلاميذ، وكانت المفاجأة حينما دعاني لقراءة نص مقالتي امام طلاب الصف “هذا هو الانشاء الصحيح” ومنحني درجة ٢٨/٣٠ وكان السبب في استقطاع النقطتين لأني كنت سيئاً (ومازلت) في أصول البيان وقواعد اللغة العربية. السادس (ي) وقام بقراءتها وقال لهم:
والاجمل من كل هذا، فإنه ذيّل تلك الكتابة بتعليق قال فيه “اتمنى لك مستقبلا كبيرا في الكتابة”. وأمانة مني لذكرى استاذي (حميد)، قمت بكتابة بعض الوجدانيات عن الغربة والحنين والشهداء. واليوم عبر القناة الفضائية الآرامية أركز وقتي وجهدي على برنامج (أضواء على العراق) حيث تشرفت من خلاله وعلى مدى (١١ سنة) من عمر البرنامج باستضافة مئات الشخصيات العراقية ومن ضمنهم في شبكة المواقع العراقية الاستاذ الغالي (جلال چرمگا).
يعتز كاتب هذه المقالة ومجلة اخبار الكلدان (كالديان نيوز) بنشر هذه النبذة وتسليط الأضواء على جهود الإعلامي المهجري المتميز كمال يلدو، والتعرف على أبرز البرامج والمحطات في مسيرته الإعلامية، التي يطل بها علينا بأسلوبه وطريقته في توصيل المعلومات وتقديم الضيوف بشكل مشوق وصحيح، وتشهد له أعماله وتمتد رسالته للمجتمع من خلال بصمات جميلة ورسائل هادفة لمشاهديه، مشددا على أهمية الاستماع إلى الجماهير وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم، بحيث تتحول القصص المروية إلى وسيلة للتغيير والتأثير الاجتماعي والنجاح المستقبلي وفي ذلك أبدع كمال يلدو في تقديم مواضيع برنامجه أضواء على العراق علما انه لم تتوفر الفرص لكي يدرس الاعلام، ولكنه بكل تواضع ثقّف نفسه عبر الملاحظة والمطالعة وقدم شيئا يرضي ضميره والناس ويعزز انتماءه للوطن والشعب الغالي.
المراجع
مقالة الإعلامي يوسف أبو الفوز، الصحفي فؤاد منّا، مازن أيوب، الحوار المتمدن’ جلال جرمكًا محرر منصة كًاردينيا، ويكيبيديا، يوتيوب، كمال يلدو.