الأمسية الثقافية لمؤسسة الجالية الكلدانية “ثنائية الرسم والموسيقى”

كمال يلدو

بادرت مؤسسة الجالية الكلدانية في مدينة ويست بلومفيلد باقامة أمسية ثقافية كلدانية للفن والموسيقى يوم الخميس كانون الاول - ديسمبر 11 2025 في موقع مؤسسة الجالية الكلدانية الجديد في مدينة ويست بلومفيلد.

شارك في الأمسية الأب باتريك سيتو والفنان ريني (استوديو ريني أرت) وتناولوا استذكاراً لقصص مسيرتهم الدينية والفنية وشاركوا الحضور في دعم ألأفكار الملهمة باهمية الفن والإيمان والإرشاد الروحي التي تُلهم الإبداع والإبتكار، وسلّطت قصصهما الضوء على العلاقة العميقة بين الثقافة والدين والمسيرة الفنية.

وبعد تجمع الحضور في الصالون الأمامي للبناية، اصطحبتهم الأنسة فرح شمامي –(منسقة البرامج في المؤسسة) في جولة واستمتع أكثر من 120 ضيفًا بجولة إرشادية في بناية مؤسسة الجالية الكلدانية حيث شاهدوا أعمال ريني الفنية الرائعة والمنتشرة في اركان وجدران بناية المؤسسة الحديثة ، كما شارك الحضور في استذواق نماذج شهيرة المذاق من أشهى المأكولات الكلدانية الأصيلة المجهزة من مطابخ الفرن الذهبي (غولدن اوفين)، وحلويات التمر والفيلو اللذيذة من (كوتور كرايفينغ كارت)، والقهوة العربية الغنية من (ضياء كابوغوم)، وموسيقى رائعة من أداء (عود عدي).

وبدورنا جميعاً نقدم الشكر والإمتنان لكل من انضم إلينا في هذه الأمسية الجميلة، ولجميع الفنانين الذين شاركونا المناسبة ومازالوا يُحيون ثقافتنا ويرفدونا باللوحات من خلال أعمالهم الفنية المذهلة. وأدناه تقرير كامل عن برنامج الأمسية الجميلة بقلم الإعلامي كمال يلدو لمجلة اخبار الكلدان.

الأمسية الثقافية لمؤسسة الجالية الكلدانية «ثنائية الرسم والموسيقى»

بقلم كمال يلدو من النشاطات الثقافية التي وعدت بها مؤسسة الجالية الكلدانية في موقعها الثاني بمدينة ( ويست بلومفيلد) ، احتضنت القاعة الرئيسية في البناية باكورة نشاطاتها بأمسية تحت عنوان : الرسم والموسيقى ، وتم فيها استضافة الأب باتريك ستو والفنان التشكيلي ريني اسطيفان، وبحضور جمع جيد جدا من أبناء وبنات الجالية وذلك يوم الخميس 11 كانون أول / ديسمبر 2025 .

بعد تجمع الحضور في الصالون الأمامي للمؤسسة ، اصطحبتهم الأنسة (فرح شمامي – منسقة برامج الكبار في المؤسسة) بجولة تعريفية بكل مرافق المؤسسة مع شرح واف عن مضامين اللوحات والرسوم وأقسام المؤسسة التي حملت اسماء عوائل من الجالية ِمن مَن قدموا تبرعات مجزية لرفع أسمائهم على واجهة القاعات ( الاستقبال، الساحة الرياضية، صالة العرض السينمائية، قاعة الاجتماعات، المطبخ الكلداني، المتحف الكلداني، مكتبة مار إبراهيم ابراهيم، قاعة الإذاعة وقاعة البث التلفزيوني والقاعة الرئيسية) ، ثم كان التجمع ، حيث ابتدأت السيدة فرح شمامي بالترحيب بالحضور وشكرهم لتلبية الدعوة ، ثم كان دور السيدة (ميري رومايا)، مسؤولة المتحف الكلداني التي أعطت لمحة عن الاعمال التحضيرية لنقل المتحف الى البناية الجديدة وبسعة ثلاثة اضعاف المساحة، ووعدت بأن يكون الافتتاح الرسمي قريبا.

بعدها جاء دور الضيف الأول الأب باترك ستو: ( عراقي من مواليد ولاية كاليفورنيا عام 1990) ، الذي تحدث عن أهمية الفن في حياة الشعوب والامم والحضارات، لا بل قال : بأن كل مظاهر الحضارات التي نشهدها اليوم ليست الا شكلا من اشكال الفنون ، إن كان في فن العمارة او المنحوتات او الرسوم، ثم تحدث عن تجربته الشخصية مع الفن وصولا الى تعرفه على الفنان (ريني اسطيفان) منذ أربعة سنوات بطريق الصدفة ، اثناء زيارته لدير الراهبات في مدينة ديترويت ومشاهدته لأحدى اللوحات التي اعجب بها ، وعندما استفسر عن الرسام ، كان الجواب الفنان (ريني) . العلاقة والصداقة التي عقدها مع رني، قربته اكثر للفن ومنحته فرصة اتقان فن الرسم وصولا الى تمكنه من انجاز العديد من اللوحات الفنية والتي عرض منها اثنتان في الأمسية.

تلا ذلك الفنان: ( ريني اسطيفان – مواليد بغداد العام 1981) الذي اخذنا برحلة تحدث فيها أولا عن عائلته التي كانت مختصة بالموسيقى عزفا واداءا ثم ولادته في العراق ومن بعدها هروب العائلة تفاديا من سوق والده مجددا للحرب، ( كان بعمر 8 سنوات) وعن المحطات المؤلمة قبيل الوصول الى الولايات المتحدة كلاجئين .اما عن تعلقه بالرسم فقال : لقد بدأ عندي هذا الاهتمام بوقت متأخر، وكان أساسا مرجعه اطلاعي على اعمال النحت والرسوم التي كانت تزخر بها حضارة وادي الرافدين ، فبدأتُ الدراسة الجامعية عام 2005 ، والتي تضمنت البحث والدراسة والاطلاع على الفنانين العالميين حتى تمكنت من ان اصيغ شخصيتي الفنية المتميزة عبر مزج المدارس الفنية الحديثة واسقاطها على الموروث الثقافي التاريخي لحضارة – بيث نهرين – ولعل واحدة من الشواهد هي العديد من اللوحات الفنية التي تزدان بها جدران مؤسسة الجالية الكلدانية والكثير من مؤسسات الجالية والكنائس و بيوت ومكاتب بعض أبناء الجالية والمكتبات وغيرها من الأماكن .

كانت الشرارة الأولى لانطلاقته في الرسم، أن شارك في مسابقة وهو في الصف الأول المتوسط ( عام 1990) لبوستر حمل عنوان ( قل لا للمخدرات) ، ورغم تردده وخشيته من عدم الفوز، لكن المفاجأة كانت ان يحصل على المرتبة الأولى على صفه (الأول متوسط) والمرتبة الأولى على مدرسته ، وأن يعلق البوستر في المدرسة لمدة شهر!

يؤكد الفنان ( ريني) على اهمية دعم الجالية للفن والفنانين ، وتشجيع كل الذين يحملون المواهب ويؤكد: ان اية امة لا تحترم الفنون وتشجعها لن يرحمها التاريخ ، وعلى العكس من ذلك للأمم التي تقدر الفنون فأنها حاضرة دوما ، وخير مثال ما تركه لنا اجدادنا من السومريين والأكديين والبابليين والكلدان والآشوريين .

لقطات من الأمسية: ** جرى عرض ابرز اعمال الفنان (ريني اسطيفان) على شاشة كبيرة وكانت مرافقة طوال الوقت في حديث الضيفين ** استمتع الحضور بعزف راقي على آلة العود قدمها الفنان عدي الجنابي، تضمنت الحانا عراقية وعربية وعالمية ** على طاولة القهوة العربية: كان السيد ضياء كَبّو ** على طاولة الحلويات: الخاتون سمانثا دخو ** على طاولة المرطبات: السيدة جنيفر . على طاولة الاكلات العراقية الخفيفة : الخاتون ستيفني يوسف والسيد باترك دخّو ، وكان الطعام من مطعم ( الفرن الذهبي) الذي تديره السيدة ابتسام شماس في مدينة ستيرلنك هايتس اكتظت القاعة الرئيسية بالحضور الذي بقي مستمعا حتى النهاية وكانت الغلبة في الحضور للنساء اللواتي شكلن حوالي 80% من الحضور.